كيف تؤثر الحمية الغذائية في صحة بشرتك؟

يتقدم الجلد بشكل طبيعي بسبب عوامل جوهرية، مثل العوامل الوراثية والعمر. إلى جانب ذلك، تتغير بشرتنا بسبب عوامل خارجية يمكن أن تسبب شيخوخة مبكرة للجلد. التعرض للأشعة فوق البنفسجية، ومستويات التلوث، والأدوية، والهرمونات، والتوتر، وروتين الجلد، وروتين النوم، وعادات التدخين، نظامنا الغذائي وغيرها المزيد.

تتجدد خلايا الجلد كل 28 يومًا، ولهذا من المهم تناول طعام صحي في جميع الأوقات.

نعلم أن الجلد يتغذى من الداخل وأن سوء التغذية ينعكس على الخارج. يظهر هذا على الجلد، وكذلك الشعر والأظافر، وبشكل أوسع، على الجسم كله.

لا تجعلك البشرة السليمة تبدو في حالة جيدة فحسب، بل وإنما أيضاً تُعد مؤشراً على صحتك العامة.

شأنها شأن كافة أعضاء الجسم الأخرى، تقوم بشرتك بمعالجة العناصر الغذائية من الطعام الذي تتناوله وتستخدمها لتقوية وتجديد نفسها.

يمكن للمكونات الطبيعية في طعامك تسريع التقشير وتجديد الخلايا مع حماية بشرتك أيضًا من أضرار الأشعة فوق البنفسجية التي تسبب البقع البنية والتجاعيد. نتيجة لذلك، يمكن أن يكون للنظام الغذائي الصحي المصمم وفقًا لمتطلباتك الخاصة تأثير كبير على بشرتك وشعرك ومظهرك العام.

تساعد التغذية السليمة البشرة، وتتيح لها التعامل مع تقدمها في العمر على نحو أفضل ومن شأن تناول الأطعمة الصحيحة أن يُحسن مستوى مرونة البشرة، ويقلل من ظهور تجاعيد الوجه ويحد من خشونتها ولونها. ويؤدي كل ذلك إلى مظهر أفضل للبشرة.

هل ثمّة ارتباط بين صحة المعدة والبشرة؟

تتغذى أجسامنا من الداخل بالطعام الذي نأكله. ندرك جميعًا كيف يؤثر نظامنا الغذائي على صحة أعضائنا الداخلية. لكن ماذا عن أكبر عضو في الجسم؟ إليك ما تقوله الحالة الجسدية لبشرتنا عن نظامنا الغذائي.

الترابط بين جميع الأنظمة الداخلية والخارجية. على سبيل المثال، يُعتقد أن احمرار الوجه يشير إلى أن أحد أعضائك الداخلية في مأزق، وكان هذا النهج هو الأول الذي يعتمد على علاج مشاكل الجلد داخلياً، ومحاولة مكافحة السبب وليس الأعراض فقط.

نحن بحاجة إلى إلقاء نظرة على العلاقة بين النظام الغذائي والبشرة الصحية. تحدث العديد من الأمراض الجلدية بسبب سوء التغذية والأطعمة الالتهابية، ويمكن لنظامنا الغذائي أن يساعد في منع علامات الشيخوخة المبكرة

من الضرورة بمكان أن تعلم أي الأطعمة التي يتعين عليك أن تتجنبها كي تتمتع ببشرة سليمة، إذا كنت ترغب بتحسين حالة بشرتك من خلال النظام الغذائي.

عادةً ما ترتبط الحالات الجلدية الشائعة كحب الشباب، الإكزيما، والصدفية بالالتهاب الداخلي والنظام الغذائي. ولكي تقلل احتمالات ظهور حب الشباب والبشرة الجافة، ننصحك بأن تتجنب تناول الأطعمة المسببة للالتهاب، مثل:

وقد يؤدي اتباع حمية صحية طبيعية مضادة للالتهابات إلى تقليل فرص ظهور المشاكل التي قد تنشأ من المصدر، ذلك أن تغذية البشرة في هذه الحالة تجري من الداخل إلى الخارج.

ما الذي يمكننا أن نتناوله كي نُحسن صحة بشرتنا؟

تُعد تغذية أجسامنا بالعناصر الغذائية السليمة بمثابة طريقة مُجرًّبة ومُثبتة للاحتفاظ ببشرة متوردة أكثر شباباً. فيما يلي بضعة عناصر غذائية يتعين دوماً التأكد من ادراجها ضمن أنظمتنا الغذائية:

«يؤدي الجسم المتمتع بتغذية سليمة إلى التمتع ببشرة سليمة»

فيتامين ج: مُضاد قوي للأكسدة، يقلل ظهور التجاعيد ويحارب شيخوخة البشرة، يزود البشرة بالحماية من الضغوط البيئية ويُبقِي عليها مشدودة وذلك بحماية بروتيني الإيلاستين والكولاجين من أضرار الشمس. ويتوافر فيتامين ج في البرتقال، الفراولة، الكيوي، الفلفل الحلو، الطماطم، القرنبيط، والبطاطس. ويساهم فيتامين ج في تكوين بروتين الكولاجين، والذي بدوره يزود البشرة بالبنية اللازمة. وبجانب كونه مُضاد للأكسدة، يتسم فيتامين ج أيضاً بمساهمته في التئام الجروح.

فيتامين أ: يعزز انتاج خلايا جديدة للبشرة، ويُبقِي على البشرة مشدودة وفي حالة صحية، ويُرطبها. الخضروات والفواكه ذات الألوان الصفراء والبرتقالية: وتتميز هذه النوعية من الخضروات والفاكهة أيضاً باحتوائها على العنصر الغذائي المعروف باسم «رتينول»، وهو أحد الأشكال الحيوانية لفيتامين أ، ويمكنه أن يُحبط تكوين حب الشباب والتجاعيد. ومن أهم أنواع الأطعمة التي يتوافر بها فيتامين أ في صيغة «رتينول»: الكبد، منتجات الألبان، البيض، السلمون. وعلى الجانب الآخر، فإن أبرز أنواع الطعام التي تحتوي على فيتامين أ في صيغة «بيتا كاروتين»، وهو مركب عضوي أحمر أو برتقالي اللون، هي: الخضراوات الورقية، الجزر، اليقطين، الفلفل الحلو، البطاطا، المشمش، والمانجو.

فيتامين ه: مُضاد للأكسدة، يقي البشرة من الالتهاب ومن أضرار الشمس. ويحافظ فيتامين ه أيضاً على نعومة البشرة، ذلك أن يضطلع بدور قوي في مكافحة شيخوختها. ويتوافر فيتامين ه بكميات كبيرة في مجموعة متنوعة من المكسرات والحبوب، الخضروات الورقية، الأفوكادو، زيت عباد الشمس، وفي أطعمة مُدعّمة «غنية بالفيتامينات والمقويات» بعينها

أوميغا3 وأوميغا6: يجعل الحمضان الدهنيان أوميغا3 وأوميغا6 البشرة أكثر نعومة «يرطبانها»، ويضفيان عليها تورداً طبيعيا. يُساعد أوميغا3 في محاربة المشاكل المتعلقة بالمناعة الذاتية وكذلك بالالتهابات، كالصدفية والذئبة، بل أنه يحارب التصبغ. ويتوافر فيتامين ه في الأسماك التي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون «كالسلمون، المحار، السردين، الاسقمري «الماكريل»، الرنجة، السلمون المُرقًّط، والبلشار»، الجوز، الفول السوداني، وبذور الشيا.

مساعد الإنزيم كيو 10: يدعم الوظائف الصحية للخلايا، وعند دهان البشرة به موضعياً، يعمل على تقليل ظهور علامات شيخوختها.

السيلينيوم: يحمي البشرة من الجذور الحرة، والتي تسبب ظهور علامات شيخوخة البشرة، كجفاف البشرة، التجاعيد، وتلف الأنسجة. ويتوافر السيلينيوم في اللحوم، الدواجن، المأكولات البحرية، البيض، منتجات الألبان، الطماطم، المكسرات البرازيلية، البذور، والحبوب الكاملة. ويحمي السيلينيوم البشرة بالعمل كمُضاد للأكسدة ليحميها من أضرار الشمس، البقع الداكنة، والشيخوخة.

مُضادات الأكسدة: تُبطئ مُضادات الأكسدة الطبيعية كالتوت وفطر عيش الغراب وتحول دون تلف البشرة الذي ينجم عن الجذور الحرة والسموم الضارة المتواجدة في البشرة.

اللوتين: يتوافر في الخضروات كالكرنب الأجعد والسبانخ، ويمكنه أن يكافح الجذور الحرة، بينما يقوم أيضاً بالوقاية من الأشعة فوق البنفسجية. يتمتع الكلوروفيل «والمعروف أيضاً باسم اليخضور»، وهو الصبغ الأخضر المتوافر في هذا النوع من الخضروات، بخصائصه القوية في مكافحة الالتهابات.

الأطعمة الخالية من منتجات الألبان، الغلوتين، والسكر المكرر يساعدك الحرص على تناول هذه الأطعمة على تجنب حساسيات الأطعمة الشائعة كالحساسية لسكر اللبن والغلوتين في نظامك الغذائي. ومن شأن توقف المرء عن تناول الأطعمة التي يعاني حساسية لها، أن يؤدي إلى تقليل الأعراض الالتهابية التي تظهر على بشرتك.

الزنك: يتوافر في اللحوم الحمراء، المحار، السلطعون، الاستاكوزا، الدواجن، منتجات الألبان، الفول، المكسرات، الحبوب الكاملة، وحبوب الإفطار المُدعًّمة. ويضطلع الزنك بدور هام في التئام الجروح وتقليل الأضرار الناجمة عن الأشعة فوق البنفسجية.

الكولاجين: يُعد بروتين الكولاجين واحداً من العناصر الرئيسية التي تدخل في بناء البشرة ذلك أنه يستأثر تقريباُ بحوالي 75% من تكوينها. ولسوء الحظ، فإن نسبة الكولاجين في الجسم تتراجع كلما تقدم المرء في العمر. وتؤدي العوامل المتعلقة بنمط الحياة كالتدخين والضغوط المتزايدة في بعض الأحيان إلى الإسراع بنفاذ الجسم من الكولاجين. وتتمثل أهمية الكولاجين في كونه يُبقِي على البشرة مشدودة ويحول دون تدليها. ويتوافر الكولاجين في البروتينات النباتية كالحمص، حبوب الكينوا، ومزيج بين الحبوب من جهة والبقوليات أو المكسرات من جهة أخرى.. كما يتوافر الكولاجين أيضاً في البروتينات الحيوانيةكالبيض، الدواجن، السمك ومنتجات الألبان.

النحاس: يُعد النحاس ضرورياً للدفاع عن البشرة، وتجديد الخلايا، والحفاظ على الوظائف الوقائية. ويتوافر النحاس في العدس، المكسرات، البذور الزيتية، الأفوكادو، إذ تُعد بعضاً من مصادره المتميزة.

كيف نعلم أنواع الأطعمة والعناصر الغذائية التي نحتاجها فعلياً؟

تناول طعامك بطريقتك الخاصة كي تحصل على بشرة مذهلة

بينما توجد ثمّة أشياء خارجية كثيرة يمكننا أن نفعلها، كي نحسن مستوى صحة البشرة «اتباع روتين هائل لحماية البشرة، النوم الجيد، الترطيب، التمارين الرياضية، علاجات للعناية بالبشرة، وأشياء أخرى كثيرة»، فليس هناك شك أن البشرة الصحية فعلياً تبدأ من الداخل.

البشرة الصحية ليست مجرد منتجات تضعها على بشرتك، وإنما هي أكبر كثيراً من ذلك. وكما يقول المثل القديم: الجمال يأتي من الداخل.

تُعد صحة البشرة تمثيلاً للصحة العامة. ومن المرجح أن تعمل حمية متوازنة جيداً واحتساء كميات وفيرة من الماء على جعل البشرة أكثر شباباً وصحة. وعلى النقيض من ذلك، فإن الحمية السيئة يمكنها أن تؤدي إلى بشرة فاترة جافة وتبدو أكثر شيخوخة. وسواءً كنت تُعاني مشاكل معينة في البشرة أو لا تُعاني، فمن الأهمية بمكان أن تعلم أن تناول الطعام وفقاً لحمية صحية يُعد اجراءً وقائياً لرصد حالة بشرتك. وكلما بكّرت في العناية بجسمك، كلما كانت حالتك الصحية أفضل على المدى البعيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Call Now Button